ارابيان درايف - السائق العربي - أنفق وارن بافيت المستثمر الشهير ورئيس مجلس شركة بيركشير هاثاواي، 232 مليون دولار لشراء 225 مليون سهم في شركة بي واي دي (BYD)، اسثمارا لدخولها سوق السيارات الكهربائية الصينية في عام 2008، ما يعني نحو دولار واحد لكل سهم.

ارتفعت أسهم بي واي دي المدرجة في هونغ كونغ بمقدار 30 ضعفًا إلى ما يعادل 33 ​​دولارًا منذ ذلك الحين إلى مطلع 2021، ونتيجة لذلك، ازدادت القيمة السوقية لاسثمار بافيت إلى 7.4 مليار دولار. وفي المقابل ارتفعت قيمة بي واي دي من 3 مليار دولار إلى 95 مليار دولار مطلع العام.

بصيرة مؤسس بي واي دي

قام نائب رئيس شركة بيركشير هاثاواي، تشارلي مونجر، بلفت انتباه بافيت لأول مرة إلى بي واي دي ومؤسسها وانغ شوان فو، ناصحا إياه شراء الشركة الذي يديرها رجل أفضل من توماس إديسون. 

وصف مونجر رئيس ومؤسس بي واي دي في 2009 بقوله "هذا الرجل هو مزيج من توماس إديسون وجاك ويلش، فهو مثل إديسون في حل المشكلات الفنية، ومثل ويلش في إنجاز أعماله".

أثار بافيت وفريقه إعجابهم بشكل كافٍ، حيث أجروا محادثات مع بي واي دي وعرضوا في البداية شراء 25٪ من الأعمال، وفي المقابل أراد وانغ دعم الملياردير الأمريكي، لأنه كان يعلم أن ذلك سيحسن الصورة العامة لصانع السيارات ويساعدها في دخول سوق الولايات المتحدة بقوة.

ومع ذلك، رفض وانغ الاسثتمار الكبير بقيمة 25% لأنه لا يريد التخلي عن أكثر 10 أسهم بي واي دي. الأمر الذي أكسبه احترام بافيت أكثر حيث علق "هذا الرجل لا يريد التخلي عن شركته وهذه علامة جيدة أخرى".

استقرت بيركشاير في النهاية على حصة 9.9٪، اشترتها شركة MidAmerican Energy التابعة لها، تمثل الحيازة حوالي 25٪ من أسهم بي واي ديالمدرجة في هونغ كونغ، و 8.25 ٪ من إجمالي الأسهم القائمة.

تستحق الرهان

دافع مونجر عن الرهان غير المعتاد على شركة تكنولوجيا صينية ناشئة في اجتماع بيركشاير السنوي في عام 2009 حيث علق وقال "بي واي دي ليست شركة رأسمالية مجازفة في مراحلها الأولى". وأشار مونجر إلى أن وانغ قد انتقل بالفعل إلى العمل من بدايته الدائمة إلى أن أصبح مصنّعًا عالميًا رائدًا لبطاريات الليثيوم القابلة لإعادة الشحن ومكونات الهاتف المحمول".

وتابع إن "وانغ لم يكن راضيًا عن عمل بعض المعجزات"، لذلك وضع رجل الأعمال نصب عينيه صناعة السيارات. وعلى الرغم من محدودية رأس المال ومواجهة منافسة شرسة، سرعان ما صنعت طراز السيارة الأكثر مبيعًا في الصين. وأتبع ذلك بوصفه "هذا ليس نشاطًا تخمينيًا غير مثبت بشكل كبير، بل معجزة حقيقية".

وشدد مونجر أيضًا على أهمية تقدم بي واي دي في تكنولوجيا الطاقة النظيفة، نظرًا لدورها الحاسم في مكافحة تغير المناخ، وقال "قد يظنها البعض شركة صغيرة الآن لكن طموحاتها كبيرة" مشيرا إلى أنه من الطبيعي توقع فعلها أمور عظيمة.

وأتبع مونجر صديق بافيت تصريح آخر في اجتماع 2010 "أن بي وي دي أثبتت جدارتها بالاسثمار قبل أن نجدها، وقد أنجزت أشياء كثيرة صدمتني كونها شبه مستحيلة، ومع ذلك فعلوها".

يُذكر أن شركة بي واي دي صناعة السيارات نمت بشكل كبير منذ أن أصبحت بيركشاير مساهمًا، وإن كان يرجع بعض الفضل إلى مساعدة الإعانات الحكومية، فارتفعت إيراداتها من 26 مليون يوان صيني في عام 2008 إلى 122 مليار يوان (19 مليار دولار) في عام 2019 ، مما زاد صافي دخلها من مليون يوان إلى 1.6 مليار يوان (250 مليون دولار) خلال نفس الفترة.

اقرأ أيضا:  إن لم تكن تعلم هذا هو تاريخ شركة بي واي دي