ما مدى استعدادكم لانطلاق سباق فورمولا إي الدرعية 2022 والترحيب بالجمهور للمرّة الرابعة في الدرعية؟

أرابيان درايف - السائق العربي - يُعتبر سباق فورمولا إي إحدى أهم المحطات على برنامج فعاليات الدرعية، لذا نبذل جهوداً حثيثة للتحضير لهذا الحدث الاستثنائي والذي نسعد باستضافته للمرّة الرابعة. عام بعد عام نعمل على تعزيز مرافق البنية التحتية، بما يشمل التحسينات التي أدخلناها على الطرق وشبكة المواصلات لضمان تزويد الزوار بتجربة سلسة ومتميزة عند انطلاق فعاليات موسم الدرعية.

كما يجسّد سباق فورمولا إي فرصة مثالية لتسليط الضوء على الدرعية بصفتها وجهة لقاء عالمية تستقطب الزوار الباحثين عن اختبار هذا الحدث الاستثنائي من مختلف أنحاء العالم.

وبفضل القيادة الرشيدة ورؤية سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود وبجهود ومتابعة صاحب السمو الملكي الأمير عبد العزيز بن تركي الفيصل وزير الرياضة، نجحنا بعقد شراكات رياضية كبيرة مع بطولات عالمية مثل الفورمولا إي. ونحن سعيدون جداً باستضافة فعاليات رياضية تُحاكي المستقبل في المملكة والدرعية، لأنها تعكس استعدادنا لنصبح وجهة عالمية لا تقتصر على الرياضة فقط، ولكن تضم الترفيه، والثقافة، والتراث، والتعليم.

حلبة الدرعية بتصميمها والأضواء التي تزينها والخلفية التاريخية للدرعية التي تحضنها هي انعكاس لرؤيتنا التي تجمعنا مع شركائنا والمتمثّلة بالفخر والاعتزاز بجوهر ماضينا وتاريخنا، واتخاذ خطوات حديثة نحو مستقبل عنوانه التطوّر والازدهار. نتطلع قدمًا للترحيب بالجمهور والحضور مرة أخرى في الدرعية هذا العام.

تستضيف الدرعية هذا العام سباق فورمولا إي للعام الرابع على التوالي، ما هي المزايا الإضافية التي يمكن للجمهور والزوار توقعها في نسخة العام الحالي؟

تمكّنا العام الماضي على الرغم من ظروف أزمة كوفيد-19 من استضافة أول سباق ليلي يُقام تحت أضواء LED في تاريخ بطولة العالم للفورمولا إي. هذا السباق ظهر بصورة رائعة على شاشات التلفزيون وحظي بردود فعل إيجابية واسعة النطاق من الجمهور. نحن سعيدون بعودة الجمهور هذا العام خصوصًا أننا واثقون بالإجراءات الاحترازية والوقائية العالمية التي تم تجهيزها لإتاحة الفرصة لمحبّي الفورمولا إي والزوّار والعائلات والسوّاح لحضور أول سباق فورمولا إي ليلي على أرض الواقع، ونحن واثقون بأن التجربة ستلقى إعجاب الجمهور وتقديرهم.

ويسرنا الإعلان أن سباق فورمولا إي الدرعية سيشهد الكشف عن صيغة جديدة للتأهل للمرة الأولى هذا العام، بالإضافة إلى حضور مجموعة خاصة من الفنانين المشاركين في الحفلات الموسيقية، مثل كريج ديفيد وجيمس بلانت وفرقة تو دور سينما كلوب وفرقة ذا سكريبت.

هذه المرّة الرابعة التي تستضيف فيها الدرعية سباقات الفورمولا إي، ولدينا طموح دائم بأن تظهر الحلبة والدرعية والمملكة العربية السعودية ككلّ بأبهى صورة من الناحية التنظيمية والرياضية والسياحية، خصوصًا وان السباق يجري في موقع مدرج على قائمة اليونيسكو للتراث العالمي. لقد كان سباق فورمولا إي الدرعية الافتتاحي في عام 2018 أول حدث رياضي عالمي كبير من نوعه تستضيفه المملكة، وفي عام 2019، استضافت السعودية أول سباق سيارات مزدوج في الشرق الأوسط، وفي فبراير 2021، شهد الحدث أول سباق ليلي على الإطلاق في تاريخ البطولة.

وبالطبع، نتوجه كل الشكر والتقدير لصاحب السمو الملكي الأمير عبد العزيز بن تركي الفيصل، وزير الرياضة، وصاحب السمو الملكي الأمير خالد بن سلطان العبد الله الفيصل، رئيس الاتحاد السعودي للسيارات والدراجات النارية، على قيادتهم الرشيدة، وكذلك لفريق وزارة الرياضة الذين يساعدوننا في تنظيم هذا الحدث الجديد والفريد وتقديمه للمجتمع بشكل مبتكر وجذاب.

ما الذي يجعل من بوابة الدرعية مشروعاً متفرداً؟ وما هي خططكم للسنوات العشر المقبلة؟

مهمتنا هي ترسيخ مكانة الدرعية كواحدة من أهم أماكن تجمع الفعاليات على مستوى العالم، والتي تتوفر فيها وسائل الراحة الحديثة والمرافق المتطورة لتكون وجهة سياحية بامتياز. تسعى هيئة تطوير بوابة الدرعية إلى تحويل الدرعية، بوصفها أحد أهم المواقع التاريخية في المملكة العربية السعودية، إلى مركز ثقافي وتراثي وسياحي رائد عالمياً. ويهدف مشروع بوابة الدرعية إلى حماية الهوية الأصيلة للدرعية والاحتفاء بها، حيث سيضم 11 كيلومتراً مربعاً من المساحات متعددة الاستخدامات التي تركّز في جوهرها على القيم والمفردات الثقافية. وسيحرص المشروع على إرساء ارتباط ملموس بين الماضي والحاضر، حيث ستُشيَّد جميع مساحاته وفق طراز يدمج الطابع المعماري النجدي الأصيل مع الابتكار والعناصر المستقبلية.

تمثّل الدرعية مدعاة فخر لجميع السعوديين، لا سيما وأنها تمثّل مهد الدولة السعودية، كما أنها تلقى إعجاباً واسعاً من جميع الزوار، انطلاقاً من ممثلي العلامات العالمية ووصولاً إلى الشخصيات الرياضية الإقليمية. ولأن تفرّد أي مشروع يبدأ من موقعه، فإننا نسعى إلى ابتكار تجربة تمنح الزوار ارتباطاً أصيلاً بالدرعية. وتمثّل جهود ترميم موقع الطريف المُدرج في قائمة اليونسكو للتراث العالمي، والذي سيُفتتح في وقت لاحق من العام الجاري، إحدى الطرق لتحقيق ذلك الهدف. لذا تُعتبر بوابة الدرعية أحد المشاريع القليلة في العالم التي تحتضن مثل هذه الوجهة.

كما نتطلع إلى افتتاح أحدث مناطق المأكولات الفاخرة في بجيري تراس قريباً. وتتميز المنطقة بإطلالتها على منطقة الطريف، وستحتضن قريباً عدداً من أبرز العلامات التجارية العالمية في قطاع الأطعمة والمشروبات إلى جانب مجموعة من وجهات الأطعمة السعودية، لتقدّم تجربة مأكولات عالمية لا مثيل لها.

تزامناً مع استعداد المملكة العربية السعودية لفتح أبوابها مجدداً أمام المسافرين الدوليين، ما هو دور بوابة الدرعية ضمن استراتيجية السياحة الوطنية؟

يمثّل مشروع بوابة الدرعية أحد أهم المشاريع السياحية الكبرى في المملكة، وبالتالي فإنه يُعتبر عاملاً رئيسياً لنجاح استراتيجية السياحة الوطنية. ويتميز المشروع بحجمه الضخم، كما سيوفّر 55,000 فرصة عمل ويهدف إلى استقطاب 27 مليون زائر سنوياً. ونظراً لكونه أحد أوائل المشاريع الضخمة المُقرر افتتاحها، يلعب مشروع بوابة الدرعية دوراً حاسماً كمحفز لتحقيق أهداف رؤية المملكة العربية السعودية 2030، الرامية إلى تعزيز إسهام السياحة في الناتج المحلي الإجمالي للمملكة من 3% إلى 10% بحلول عام 2030.

في ضوء الفعاليات الرياضية الضخمة التي تحتضنها الدرعية في الوقت الحالي، هل يمكننا توقع إضافة فعاليات كبرى جديدة إلى أجندة الدرعية في المستقبل القريب؟

إضافةً إلى استضافة الفعاليات السنوية التي ينظمها شركاؤنا في وزارة الرياضة، مثل فعاليات اتحاد الرياضة للجميع، سنعمل على تطوير برنامج خاص بهيئة تطوير بوابة الدرعية لفعاليات الرياضة والحياة العصرية ينسجم مع أنشطتنا السابقة، بما في ذلك مهرجان الدرعية للفروسية وكأس الدرعية للتنس ونزال الدرعية التاريخي الذي أُقيم عام 2019 بين بطلي الملاكمة العالميين أندي رويز جونيور وأنتوني جوشوا.

وسنستضيف في المستقبل القريب عدداً من الفعاليات السنوية التي تغطي مجموعةً واسعةً من الرياضات ضمن منشآتنا الرياضية عالمية المستوى، والتي تشمل ملاعب الجولف ومنشآت الفروسية والبولو ومرافق اللياقة البدنية، بما يشمل الفعاليات والمنافسات المحلية والدولية والأنشطة الرياضية الحصرية والعامة.

كما نعمل في هيئة تطوير بوابة الدرعية على تحديد وجهات إضافية تسهم في الترويج لأسلوب الحياة الصحي والنشط على امتداد المشروع، والتي سنعلن عنها في الوقت المناسب.

كيف تنسجم هيئة تطوير بوابة الدرعية مع رؤية الاستدامة الخاصة بسباق فورمولا إي؟

تهدف سباقات فورمولا إي إلى تسريع التوجه نحو مستقبل السيارات الكهربائية، إضافة إلى تعزيز الوعي وتحفيز التغيير في الممارسات المستدامة بما يسهم في تقليل انبعاثات الكربون العالمية والحد من تلوث الهواء في المناطق الحضرية. ونلتزم في هيئة تطوير بوابة الدرعية بهذه الرؤية، ونعتمد تدابير تهدف إلى ضمان امتثال المشروع لأعلى معايير الاستدامة والبيئة.

كما نهدف إلى تطوير وجهة تحترم التاريخ والتراث وتحميهما، وتلتزم باعتبارات الاستدامة وحماية البيئة بغرض إنشاء مركز ثقافي وعصري رائد عالمياً. وتمثّل هذه الأهداف تحديات نبذل قصارى جهدنا لتجاوزها. وتضمن مبادراتنا بهذا الإطار تحقيق الامتثال للمعايير البيئية، من خلال الالتزام بأفضل الممارسات العالمية واعتماد الابتكارات التكنولوجية وتحقيق معايير شهادات الاستدامة في جميع مشاريعنا.

وتستقي المباني في الدرعية إلهامها من التاريخ الغني للمملكة العربية السعودية، وتتميز بتصاميم تدمج الطابع المعماري النجدي الأصيل مع أنماط الحياة العصرية للقرن الحادي والعشرين. وتعكس الجدران المبنية من الطوب الطيني المصنوع يدوياً، إلى جانب استخدام المواد الموردة محلياً ونشر المزارع وبساتين النخيل ضمن المشروع، منهجيةً ذات طابع محلي للاستدامة البيئية والاجتماعية، والتي تتناغم مع تاريخ الموقع وتنسجم مع الظروف المناخية المحلية.

كما يسهم استخدام المواد المورَّدة محلياً في تقليل البصمة الكربونية الإجمالية المرتبطة بأعمال التطوير، بالإضافة إلى الحد من مسافات النقل الخاصة بعمليات شراء المواد وتركيبها، فضلاً عن تشجيع دعم الاقتصاد المحلي.

فكرة السباق الليلي باستخدام تقنية مستدامة مثّلت تحدياً مختلفاً من نوعه دفع أفراد فريق العمل للإبداع والابتكار أكثر، ومن المُلهم جداً رؤية حلول جديدة مستدامة وأكثر كفاءة في استخدام الطاقة يتم توظيفها في سباق هذا العام. وسيتم تنظيم السباق المزدوج هذه السنة تحت أضواء الـ "ليد" منخفضة الاستهلاك، والتي تستخدم طاقة أقل بنسبة تصل إلى 50 في المائة مقارنة مع غيرها من أنظمة الطاقة. وتجب الإشارة إلى أنه يُعد استخدام مثل هذه التقنيات عنصراً مهماً في سباق الفورمولا إي، الذي يُركز على تقليل انبعاثات الكربون، لتكون الفورمولا إي أول رياضة لا تطلق انبعاثات كربونية على الإطلاق منذ انطلاقها قبل ثماني سنوات.